بسم الله الرحمن الرحیم
تصدر أننی أنوی تخصیص
جلسات قلیلة أنا ، أستاذ المظفر قضیة
فی المنطق
الاسم: جدل
ولماذا اخترت هذا
الموضوع؟
جدل بین الناس
عن طریق الخطأ تعریف
وأنا آسف لذلک ، بسبب نحن من المحرومین للفوائد الجدل
وانا ارید لتوضیح هذا
الفن
أول، وصفا مختصرا من الجدل
والفوائد المترتبة علیها من استاذنا
والمناقشة التی فی جلسات أخری ان شاء الله
و اما تعریف الجدل
إنه صناعة علمیة یقتدر معها حسب الإمکان علی إقامة الحجة من المقدمات المسلمة
علی أی مطلوب یراد، و علی محافظة أی وضع یتفق ، علی وجه لا تتوجه علیه مناقضة.
و انما قید التعریف بعبارة " حسب
الإمکان" فلأجل التنبیه علی أن عجز المجادل عن تحصیل بعض المطالب لا یقدح فی
کونه صاحب صناعة ، کعجز الطبیب ملا عن مداواة بعض الأمراض ، فإنه لا ینفی کونه
طبیبا.
و یمکن التعبیر عن تعریف الجدل بعبارة أخری کما یلی:
الجدل: صناعة تمکن الإنسان من إقامة الحجج المؤلفة من المسلمات ، اؤ من ردها حسب الإرادة ، و من
الاحتراز عن لزوم المناقضة فی المحافظة علی الوضع.
فوائد الجدل
مما تقدم تظهر لنا الفائدة الاصلیه من صناعة الجدل و
منفعتها المقصودة بالذات، و هی أن یتمکن
المجادل من تقویة الآراء النافعة و
تأییدها، و من إلزام المبطلین، و الغلبة علی المشعوذین، و ذوی الآراء الفاسدة ،
علی وجه یدرک الجمهور ذلک.
و لهذه الصناعة فوائد أخر تقصد منها بالعرض ، نذکر بعضها:
1- ریاضة الأذهان و تقویتها فی تحصیل المقدمات
2- تحصیل الحق و الیقین فی المسألة التی تعرض علی الإنسان ، فإنه بالقوة الجدلیة التی تحصل له بسبب هذه الصناعة یتمکن من تألیف المقدمات لکل من طرفی الإیجاب و السلب فی المسألة.
3- التسهیل علی المتعلم المبتدی لمعرفة المصادرات فی العلم الطالب له، بسبب المقدمات الجدلیة، إذ إنه بادی بدء قد ینکرها و یستوحش منها، لأنه لم یقو بعد علی الوصول إلی البرهان علیها. و المقدمتا الجدلیة تفیده التصدیق بها، و تسهل علیه الاعتقاد بها، فیطمئن إلیها قبل الدخول فی العلم و معرفة براهینها.
4- و تنفع هذه الصناعة آیضا طالب الغلبة علی خصومه ، اذ یقوی علی المحاورة و المخاصمة و المراوغة و إن کان الحق فی جانب خصمه، فیستظهر علی خصمه الضعیف عن مجادلته و مجاورته ، لاسیما فی هذا العصر الذی کثرت فیه المنازعات فی الآراء السیاسیة و الاجتماعیة.
5- و تنفع أیضا الرئیس للمحافظة علی عقائد أتباعه عن المبتدعات.
6- و تنفع ایضا الذین یسمونهم فی هذا العصر المحامین الذین اتخذوا المحاماة و الدفاع عن حقوق الناس مهنة لهم، فإنهم أشد ما تکون حاجتهم إلی معرفة هذه الصناعة ، بل إنها جزء من مهنتهم فی الحقیقة.